الدم عمره مايبقي مية

اخبار مرة ، وصور لاشلاء عربية تقشعر لها الابدان كانت صفعت وجه كل عربي ، تحت مشهد القصف الاسرائيلي المتواصل على غزة ، وقد نقلتنا جميعاً الى مرحلة اخرى في الذل ، لتتأكد كلما مرت الايام صورة قاتمة للمستقبل ما دام ان القضية الرئيسية في المنطقة المتمثلة بالتحرير لم تحظ بعد بالاهتمام الحقيقي لدى النظام الرسمي العربي بكل امكانياته ، ويتم تجاوز المهمة الكبرى التي تسبق التنمية والاستقرار وهي ازالة عوامل التوتر الدائمة في المنطقة.

فالدماء العربية التي تسيل في فلسطين مع كل نزعة اجرام صهيونية ستلقي بظلالها على الشوارع العربية ، وستظل تعطل اية مشاريع للتطوير اذا طرحت بمعزل عن الخطوة الاولى ، وهي تحرير التراب العربي ، وازالة الاحتقان على اثر الاحتلال ، وهو ما يدعو الانظمة لأن تنهض بمسؤوليتها التاريخية ، وتسعى نحو تحرير الارض المحتلة ، فهي ليست محض حالة عاطفية ، او احلام وخيالات ، وانما مطالب شعوب يجب ان تعنى بتحقيقها القيادات التي تمتلك الصلاحيات ، والامكانيات اللازمة في معركة الامة حتى التحرير ، ولا توجد حلول وسط في هذا الملف المرتبط بالكرامة ، فالشعوب تؤجل كل مطالباتها المعيشية ، وقد تتنازل عن لقمة العيش ، ولكنها ابداً تظل تصر على تطلعاتها الوطنية والقومية في استعادة ارضها المحتلة ، واقرب ما تكون الانظمة من شعوبها عند حملها هذه المسؤولية ، وقد تمر الايام ، وتنقضي ولكن القضية لا تنتهي ، وتظل عرضة للانفجار في اي حين ، وقد تعصف بالاستقرار الوهمي الذي لا يمكن ان يبنى مع وجود العدو في قلب الامة.

النظام الرسمي العربي يتحمل المسؤولية عن الفشل في ادارة ملف الارض المحتلة على طريقته كل هذه العقود ، فما كانت لتجدي الحلول الجزئية التي ضيعت فيها السنوات خلف سراب السلام ، اذ لا بد من الابقاء على حالة الاعداد حتى تتغير موازين القوى الدولية ، وتتاح الفرص لدحر العدو ، والمهم ابقاء القضية حية وازلة الاثار القانونية لأية اتفاقيات قد تضيع الحقوق التاريخية للفلسطينيين.

ومشاعر العرب ليست كاذبة ، وستجد دوماً ما يؤججها ويحولها الى نيران ، وغضب كلما تحركت موجة من موجات الارهاب الصهيوني ، لتنسف كل الاوهام ، والمهم هو التعامل بجدية مع ملف كبير لن تطويه الايام وستظل الانظمة في حالة عجز عن ابعاد اثاره على حياة الانسان العربي الذي بات يتربى على المجازر والدماء ، والتجربة العربية تقدم الدليل الصارخ على فشل التفاوض مع العدو فما جدوى اضاعة السنوات الطويلة في محاولة القفز عن الحل الاوحد للتعامل مع الارض المحتلة بذات الطريقة التي حلت بها الامم هذه القضية في تاريخها.

وفلسطين ستظل القضية الاولى والدامية في مسيرة الامة العربية ، وهي قضية الوجدان العربي الاولى ، وقد باتت عملية مراجعة كيفية التعامل مع هذه القضية اولوية على ضوء النتائج التي وصلت اليها ، ولكون الامة ستظل رهينة تطورات هذه الملف الساخن ، وستواجهها الايام بالمأساة ، ولن تستطيع الهرب من اثارها ، فالدم الذي يسيل يظل يحرك الوجدان العربي ويفجر كوامن الغضب سواء كان اليوم او غداً.

وان محاولة ضبط الشارع العربي قد تنجح حيناً ولكنها لن تنجح في كل حين ، وواضح ان العدو بسعيه نحو المعاهدات الفردية هدف الى جعل الانظمة العربية على شقاق مع شعوبها ، وهذه هدية قدمناها للصهاينة دون وعي ، فقضية الاحتلال لا حل سلميا لها ، كما هي في تاريخ كل الامم التي لم تشهد حلاً بهذه الصورة ، وهي لا تحل سوى بالحرب ، ولا يعني ذلك الدخول في مغامرات على حساب الشعوب ، ومن جهة اخرى لا يليق الاغراق في العقلانية التي لا تصنع احداث التاريخ.

وانما لا بد من توجيه الامة نحو طريق التحرير ، والغاء المسارات التفاوضية ، والمعاهدات التي تفشل باستمرار امام تجدد العدوان ، ومن الضرورة اخراج الفلسطينيين من دائرة التفاوض ، ودعم صمودهم على ارضهم ، وامدادهم بالمقومات التي تمكنهم من الوقوف في وجه هذا العدو العنيد ، وقد ادخل الامة في حروب ودمار وحكم على اجيال بأسرها بفقدان المستقبل ، وتمكن من تكبيدها الخسائر الفادحة ، وهو يمارس عدوانه اليومي ، وقتل وشرد الملايين من الشباب والشيوخ والاطفال العرب ، وضرب عرض الحائط بكل التنازلات التي قدمت لادماجه بالمنطقة وانهاء حالة الصراع ، واخرها المبادرة العربية ، الا ان الايام جاءت تحكم بأن الامة العربية فشلت في ادارة صراعها بالطريقة المناسبة ، وحتى الحروب التي خاضتها لم تكن معدة على مستوى القضية ، وقصرت الانظمة في وضع امكانياتها الكاملة لخدمة صراعها طويل الاجل الذي لم تنه المفاوضات.

وكان من اكبر الاخطاء التي ارتكبت ان يتم تحييد الاطراف العربية الكبرى في معادلة الصراع ، وان يترك الفلسطينيون وحدهم في وجه العدو الغاشم ، ويتم فرض الاستسلام على شعب لم يتنازل عن ارضه.

وها هي المعاهدات تصبح لاغية بحكم الواقع لانها لم تثمر عن اي تقدم بالحقوق الفلسطينية ، وظهر ان العدو يستغل دول المعاهدات ويظهرها بمظهر العجز ، ويتسبب لها بالحرج ، وقد اصبحت هي الاكثر تضرراً مع السلوك النازي لهذا العدو المخل بالاتفاقيات ، وجعلها عرضة للتشكيك والادانة.

وفي المقابل لم يتحقق شيء على ارض الواقع ونحن لم نصل بعد الى ملف القدس ، والمستوطنات وحق العودة ، وحصة الارض حسب قرار التقسيم ، وبدلاً من ذلك تستمر المجازر التي تعيد شحن الشارع العربي ، وتتسبب بتوتيره ودفعه نحو خيار المواجهة وردود الفعل الموازية ، ذلك ان العدوان الصهيوني البربري يحطم مشاريع التسوية ، وينهي اي امل رسمي على هذا الصعيد ، ويزيد فقط في الهوة بين الموقف العربي الرسمي ، والشعبي.

وقد بات الواجب القومي يقتضي اعادة التفاف الامة العربية حول الفلسطينيين ، والغاء المعاهدات التي لم تجلب سلاماً ، فالمعاهدات ليست هدفاً بحد ذاتها ، وانما غاية ، وهي ليست مقدسة ، وليست قدراً لا مفر منه ، ويمكن تجميدها او الغاؤها حسب المصلحة بتوافق عربي ، وهذا العدو من جهته يخرقها يومياً ويستخدمها كغطاء في كسر عزلته في المنطقة ، ويلقي بتبعات عدوانه على الدول العربية التي رأت الحل بالمفاوضات ، والمعاهدات.

ثم لا بد من اعادة القضية الى حقيقتها الاولى كما يعيدها العدو يومياً وهذا اكرم لهذه الامة ، واكثر حفظاً لماء وجهها ، وتمسكاً بحقوقها ، فالمعاهدات ان كانت هدفت لايصال الفلسطينيين الى بعض حقوقهم فها هي لم تسفر سوى عن استمرار المجازر على الارض الفلسطينية ، وزعزعة لاستقرار الدول العربية مع اشتداد غليان الشارع.

الغاء المعاهدات ، واثارها القانونية ، وتمكين الفلسطينيين من تجميع صفوفهم ، ومنحهم الفرصة في الدفاع عن بلادهم مع حصولهم على دعم متواصل من امتهم ، ذلك ما سيقرب الموقف الرسمي من الشعبي ، وقد اصبح كلا الطرفين يدوران بحلقة مفرغة وضعهم فيها العدو الذي لا يحترم اي من تعهداته ، وهدف الى وضع الانظمة العربية في حالة حرج مع دفعه باستمرار لاستعادة الازمة بصورتها الدامية في الواقع العربي.

هي مرحلة جديدة من تاريخ الامة العربية عليها ان تستعيد فيها خياراتها الاخرى ، وان تزيل عوامل الضعف والوهن التي كبلت نفسها بها ، وليتم احترام ارادة الشارع العربي ، فلا احد يستطيع ان يكذب صدق هذا الشارع وتطلعاته المشروعة نحو الحرية والتحرير.

والمحتل لا مكان له بيننا ، وهو الذي تمكن من ان يصبح من اكبر عوامل توتير العلاقة بين الانظمة وشعوبها ، ويمنع منذ دخوله المنطقة اي تطور جدي فيها ، ويؤخر تقدمها بنزعاته العدوانية التي لم تهدأ.

ويكفي تضييع السنوات ، والاستنزاف الداخلي للامة ، وقد بات الصهاينة المستفيد الاكبر من تسخين الساحة ، ودفعها الى اسوء الخيارات.

الغاء المعاهدات وطرد الممثلين الدبلوماسيين الصهاينة عن الارض العربية ، ودعم صمود الفلسطينين ، وتمكينهم من المقاومة ، والاعداد لمواجهة قادمة على صعيد القضية الكلية ، واستغلال كافة الوسائل الدولية المتاحة لاستعادة حقوق الفلسطينيين على كامل ترابهم الوطني ، وحرمان العدو من ان يتمتع بأي استقرار او امن هو مكمن الحل ، ما دام الفلسطينيون عرضة يومية للمجازر والقصف ، ولا نستطيع كعرب ان نغمض اعيننا عن ذلك ، "فالدم ما بصير مية" لا سيما ان حكم التاريخ سيكون قاسياً على اي تهاون ، او قصور في كيفية مواجهة هذا المحتل الغاشم الذي مرمر اجيالاً عربية منذ ان "بصقه" الغرب في هذه المنطقة المعذبة.

امتى العرب يفوقوا بقى
والله الواحد اتخنق ومش عارف يعمل ايه
تسلم ايدك يامنون

ميجيش واحد كده زى عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) كده
ولا صلاح الدين ويخلص المسجد الاقصى من ايدى اليهود

يارب انصرهم يارب

نايس منووووون

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

امييييييييين ياااارب
ميرسي ع المرور ياجماعة

تسلم ايديك ياجميل

رائع

ع مرورك

يامورو ع المرور